التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
كانت بيوت النبي صلى الله عليه وسلم تسعة، بعضها من جريد مطين بالطين، وسقفها جريد، وبعضها من حجارة مرضومة بعضها على بعض
قال السهيلي: كان بيوت النبي تسعة، بعضها من جريد مطين بالطين، وسقفها جريد، وبعضها من حجارة مرضومة بعضها على بعض، مسقفة بالجريد أيضًا.
قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي رحمه الله: لم يبلغنا أنه صلى الله عليه وسلم بنى له تسعة أبيات حين بنى المسجد، ولا أحسبه فعل ذلك، إنما كان يريد بيتًا واحدًا حينئذ لسودة أم المؤمنين، ثم لم يحتج إلى بيت آخر حتى بنى بعائشة في شوال سنة اثنتين، وكان صلى الله عليه وسلم بناها في أوقات مختلفة، والله أعلم.
وقال الحسن بن أبي الحسن: كنت أدخل بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام مراهق، فأنال السقف بيدي، وكان لكل بيت حجرة، وكانت حجره عليه السلام أكسية من شعر مربوطة من خشب عرعر.
وفي تاريخ البخاري أن بابه صلى الله عليه وسلم كان يقرع بالأظافير، أي لا حلق له. ولما توفي أزواجه صلى الله عليه وسلم خلطت البيوت والحجر بالمسجد، وذلك في خلافة عبد الملك بن مروان، فلما ورد كتابه بذلك ضج أهل المدينة بالبكاء كيوم وفاته.
قال السهيلي: وهذا يدل على أن بيوته صلى الله عليه وسلم إذا أضيفت إليه فهي إضافة مُلْك، لقوله تعالى: {لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ} [الأحزاب: 53]، وإذا أضيفت إلى أزواجه كقوله: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33] فليست إضافة ملك، وذلك أن ما كان ملكا فليس هو موروث عنه.
مسجد قباء
ذكر ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسسه لبني عمرو بن عوف، ثم انتقل إلى المدينة.
وذكر ابن أبي خيثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسسه كان هو أول من وضع حجرًا في قبلته، ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى جنب أبي بكر، ثم أخذ الناس في البنيان.
وذكر الخطابي عن الشموس بنت النعمان قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى مسجد قباء يأتي بالحجر قد صره إلى بطنه، فيضعه، فيأتي الرجل يريد أن يُقِلَّهُ فلا يستطيع، حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره.
قال السهيلي: هذا أول مسجد بني في الإسلام، وفي أهله نزلت: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108] فهو على المسجد الذي أسس على التقوى، وإن كان قد روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقال: "هو مسجدي هذا". وفي رواية أخرى قال: "وفي الأرض خير كثير". وقد قال لبني عمرو بن عوف حين نزلت {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108]: ما الطهور التي أثنى الله به عليكم؟ فذكروا له الاستنجاء بالماء بعد الاستجمار بالحجارة، فقال: "هو ذاكم فعليكموه".
قال السهيلي: وليس بين الحديثين تعارض، كلاهما أسس على التقوى، غير أن قوله سبحانه: {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} يقتضي مسجد قباء؛ لأن تأسيسه كان في أول يوم من حلول النبي صلى الله عليه وسلم دار هجرته، والبلد الذي هو مهاجره.
قال القاسم بن عبد الرحمن: عمار بن ياسر أول من بنى مسجدًا لله يُصلى فيه. رواه أبو عروبة، وذكر ابن إسحاق هذا الحديث عن عمار في خبر بناء مسجد المدينة.
قال السهيلي: إنما عنى بهذا مسجد قباء؛ لأنه هو الذي أشار على النبي صلى الله عليه وسلم ببنائه، وهو الذي جمع له الحجارة، فلما أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم استتم بنيانه عمّارٌ.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يزور قباء راكبًا وماشيًا فيصلي فيه ركعتين). متفق عليه. وفي رواية: كان صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت راكبًا وماشيًا، وكان ابن عمر يفعله.
المصدر: موقع الحج والعمرة.
التعليقات
إرسال تعليقك