التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
يشتمل المسجد الحرام على بئر زمزم، وهي سقيا إسماعيل، وهمزة روح القدس جبريل، طعام طعم، وشفاء سقم، لا تنزف ولا تذم
يشتمل المسجد الحرام على بئر زمزم، وهي سُقيا إسماعيل، وهمزة روح القدس جبريل، طعام طعم، وشفاء سقم، لا تنزف ولا تذم، ولا يتوجه إليها ذم، لقية عبد المطلب ودليل سؤدده ولا كذب، وفي الحديث: "ماء زمزم لما شرب له".
قال السهيلي: كانت زمزم سقيا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، فجرها له روح القدس بعقبه، وفي ذلك إشارة إلى أنها لعقب إسماعيل ورائه، وهو محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، والقصة في ذلك معروفة، وتلخيصها أن إبراهيم عليه السلام لما احتمل إسماعيل وأمه هاجر إلى مكة احتمل معه لها قربة ماء ومزود تمر، وتركهما بمكة وعاد! فلما فرغ التمر والماء عطش إسماعيل وهو صغير وجعل ينشع الموت، جعلت هاجر تسعى من الصفا إلى المروة، ومن المروة إلى الصفا لترى أحدًا حتى سمعت صوتًا عند الصبي، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غوث. ثم جاءت الصبي فإذا الماء ينبع من تحت خده، فجعلت تغرف بيدها وتجعل في القربة، وسيأتي بعد ذلك له خبر. قال صلى الله عليه وسلم: "لو تركته لكان عينًا أو قال نهرًا معينًا".
قال الحربي: سميت زمزم بزمزمة الماء، وهي صوته.
وقال المسعودي: سميت زمزم؛ لأن الفرس كانت تحج إليها في الزمن الأول فتزمزم عندها، والزمزمة صوت تخرجه الفرس من خياشيمها عند شرب الماء، فأنشد المسعودي:
زمزمت الفرس على زمـزم *** وذاك في سالفهـا الأقدم
وذكر البرقي عن ابن عباس أنها سميت زمزم؛ لأنها زمت بالتراب لئلاّ تسيح الماء يمينًا وشمالاً، ولو تركت لساحت على الأرض حتى تملأ كل شيء.
وقد ذكرنا طم الحارث بن مضاض إياها، ولم تزل دارسة حتى أُري عبد المطلب أن احفر طيبة؛ لأنها للطيبين والطيبات من ولد إبراهيم وإسماعيل، وقيل له: احفر برة. وقيل: احفر المضنونة ضننت بها على الناس إلا عليك، ودل عليها بعلامات ثلاث: بنقرة الغراب الأعصم، وأنها بين الفرث والدم، وعند قرية النمل.
وروي أنه لما قام ليحفرها رأى ما رسم له من قرية النمل ونقرة الغراب، ولم ير الفرث والدم، فبينا هو كذلك ندت بقرة لجازرها، فلم يدركها حتى دخلت المسجد الحرام، فنحرها في الموضع الذي رسم له، فسال هناك الفرث والدم، فحفرها عبد المطلب حيث رسم له.
وقيل لعبد المطلب في صفتها إنها لا تنزف أبدًا، وهذا برهان عظيم؛ لأنها لم تنزف من ذلك الحين إلى اليوم قط، وقد وقع فيها حبشي فنزحت من أجله، فوجدوا ماءها يثور من ثلاث أعين أقواها وأكثرها ماء عين من ناحية الحجر الأسود. رواه الدارقطني.
وروى الدارقطني -أيضًا- مسندًا عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من شرب من ماء زمزم فليتضلع، فإنه فرق ما بيننا وبين المنافقين لا يستطيعون أن يتضلعوا منها" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ماء زمزم لما شرب له".
وروي أن أبا ذر تقوت من مائها ثلاثين بين يوم وليلة، فسمن حتى تكسرت عكنه.
وذكر الزهري في سيره أن عبد المطلب اتخذ حوضًا لزمزم يسقي منه، وكان يخرب بالليل حسدًا له، فلما غمه ذلك، قيل له في النوم: قل: لا أحلها لمغتسل، وهي لشارب حلَّ وبلَّ، وقد كفيتم. فلمَّا أصبح قال: نعم، فكان بعد من أرادها بمكروه، رمي بداء في جسده حتى انتهوا عنه.
المصدر: موقع الحج والعمرة.
التعليقات
إرسال تعليقك