جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
دارفور ما بعد تقسيم السودان, مقال يبين تصاعد معالم التدخل في دارفور, وذلك عبر تصريحات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي تصف ما يجري في دارفور على أنه
فمع اقتراب انتهاء الفصل الأول من تقسيم السودان بشأن سلام الجنوب, وما سيترتب عليه من تنازلات فيما يخص الجنوب والسلطة عمومًا في السودان, تصاعدت معالم التدخل في دارفور، أو ما يمكن اعتباره "القسم الثاني" من مخطط التدخل والتقسيم الغربي للسودان, عبر تصريحات متتالية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي تصف ما يجري في دارفور على أنه تطهير عنصري عرقي تقوم به قبائل عربية ضد قبائل إفريقية "رغم أنهم كلهم مسلمون!" وتدعو للتدخل في السودان.
وقد باتت معالم الخطة واضحة في صورة دعوات مكثفة للتدخل العسكري من قبل الاتحاد الأوربي تحديدًا في دارفور عبر تشاد المجاورة، في ضوء الحديث عن نزوح قرابة 100 ألف سوداني مما يسمى القبائل الإفريقية في المنطقة إلى تشاد, وروايات غربية عن عصابات عربية موالية للحكومة تطارد وتقتل القبائل الإفريقية.
وخطورة الحدث تنبع من الصمت أو التجاهل العربي والمصري لما يجري في السودان عمومًا، ودارفور خصوصًا؛ بحيث يوشك العرب على مواجهة واقع جديد في دارفور على غرار الجنوب السوداني، مفروض من الخارج في صورة تدخل أوربي هذه المرة -بجانب التدخل الأمريكي في الجنوب- ليتشكل الوضع في السودان الجديد في غياب العرب.
ويزيد من خطورة ما يجري توالي مسلسل إضعاف حكومة الخرطوم؛ نتيجة الضغوط الخارجية المتكررة والصراع والانقسام الداخلي، سواء داخل التيار الإسلامي في السودان "أتباع الإنقاذ والترابي في مواجهة تياري الأنصار والختمية"، أو الانقسام الآخر الأخطر داخل التيار الإسلامي الحاكم "تيار الترابي – البشير".
بل وبدأ متمردو الجنوب "جيش التحرير" في التواصل مع متمردي دارفور بدعوى الوساطة بينهم وبين الخرطوم؛ لوقف القتال على الرغم من ثبوت وجود علاقة سابقة بين متمردي الجنوب والغرب, حتى في البيان التأسيسي "المانفستو" لكلتا الحركتين؛ الأمر الذي يُعتبر بدوره تطورًا خطيرًا باتجاه تكتيل حركات التمرد ضد المركز في الخرطوم وإضعافه أكثر.
فقد سبق لمتمردي الجنوب أن سعوا لإثارة القلاقل في الغرب في الثمانينيات من القرن الماضي؛ بهدف توسيع التمرد جهة الغرب للضغط على المركز "الخرطوم"؛ مما اضطر حكومة المهدي في ذلك الحين لتسليح قبائل دارفور لمواجهة المتمردين، ومع فشل مد التمرد إلى الغرب فشلت الخطة، ولكن متمردي الجنوب يعودون الآن لتوثيق تحالفهم مع متمردي الغرب "دارفور" تحت غطاء الوساطة؛ وهو ما قد يشكل ضغطًا أكبر على الخرطوم.
وقد ثبت أن هناك معدات وأسلحة وعربات من دول معادية منها إسرائيل, تركها المتمردون في المعارك التي دارت بين القوات الحكومية والمتمردين, وأن هناك جهات خارجية وأخرى محلية تقف وراء تمرد دارفور في غرب السودان؛ بهدف الضغط على حكومة الخرطوم, وإضعاف موقف الحكومة السودانية عمومًا.
التعليقات
إرسال تعليقك