جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
في العام 1992م ومع المجاعة التي عمت البلد دخلت القوات الأميركية مع مجموعة من دول أخرى إلى الصومال تحت غطاء حماية المساعدات الإنسانية
في العام 1992م ومع المجاعة التي عمت البلد دخلت القوات الأميركية مع مجموعة من دول أخرى إلى الصومال تحت غطاء "حماية المساعدات الإنسانية" وهذا ما تتذرع به دائما لتنفيذ خططها وتحولت قيادة هذه القوات إلى الأمم المتحدة العام 1993م وتعرضت هذه القوات وخاصة الأميركية منها لضربات قوية من المقاومة الصومالية عند محاولتها القبض على الجنرال "محمد فارح عيديد" وأخيرا انسحبت هذه القوات العام 1994. وفي العام 1995 نصبت بعض الفصائل عيديد رئيساً ولكن لم ينضو الكثير من الفصائل تحت لوائه وبقي البلد دون حكومة مركزية. وتوفي عيديد العام 1996 متأثرا بجراح بالغة في حرب الفصائل المتنافسة ونصب ابنه الجندي السابق في البحرية الأميركية وارثا لوالده في قيادة الفصيل المسلح، وانجرف الابن كشأن الكثيرين إلى الدول المجاورة يلتمس منها الدعم..
لا تصور للدولة
ومن المحزن أنّ الانقلاب الذي أطاح "بسياد برّي" لم يكن لدى القائمين عليه تصورلاستحقاقات الدولة، ولا خطة إصلاحية لإقامة دولة حديثة، وبالطبع لم يكن منذ تكوين الدولة المفترضة قبل حقبة "سياد برّي" قد نما لديها هذا التصور، ولم تكن تلك الفترة كافية لتكوين العناصر المؤهلة اللازمة لإدارة البلاد وتخليصها من نمط الإدارة التقليدية القبلية، فالشعب الصومالي لم تكن لديه تقاليد إدارية ثابتة لأمور الدولة بالنظر إلى واقع المجتمع الصومالي قبل الاستقلال الذي حكمته القواعد والأعراف القبلية، وهو الملمح الذي فشلت جهود احتوائه وتطويره فظل قائماً ومعبرًا عنه بانتشار الولاء القبلي والمحسوبية في أنحاء البلاد.
لم تستطع الفصائل الصومالية التي سيطرت علي العاصمة مقديشو في 1991 الاتفاق علي تقاسم السلطة، فجرّت البلاد إلى حرب أهلية مستمرة لا زالت رحاها دائرة حتى اليوم، وارتأت الحركة الوطنية في الشمال الغربي (الصومال البرّيطاني سابقاً) عدم انتظار الفصائل الجنوبية كي تحسم أمر تقاسم السلطة، فقررت في مايو من العام نفسه استرجاع استقلالها الذي كانت حصلت عليه من برّيطانيا في العام 1960 قبل ستة أيام من اتحادها مع الجزء الجنوبي (الصومال الايطالي) وتشكيلهما معاً جمهورية أرض الصومال.
التعليقات
إرسال تعليقك