جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
لم تكن الأجندة الأمريكية قد ألغيت بشأن التواجد في القرن الأفريقي، فأوعزت لأثيوبيا بالتدخل نيابة عنها في الصومال
لم تكن الأجندة الأمريكية قد ألغيت بشأن التواجد في القرن الأفريقي وخاصة أنها لم تحقق خلال سنوات نتيجة ترجى لا في أفغانستان ولا في العراق ولا في الصومال التي رحلت عنها مرغمة، والقرن الأفريقي بالنسبة لها يشكل قاعدة لمكافحة الإرهاب الذي تمثل في الإسلام، فحسب الكاتب وليم أركِن في كتابه "الأسماء المشفرة"، شكلت قيادة فرعية في شهر أكتوبر 2002، ضمن القيادة الوسطى الأمريكية الممتدة من القرن الأفريقي لآسيا الوسطى، بغرض تنسيق عمليات "مكافحة الإرهاب" في اليمن وجيبوتي وأرتيريا والصومال والسودان وأثيوبيا وكينيا، أي حول الدائرة الجنوبية للبحر الأحمر.
وتعد جيبوتي الدولة العربية الأفريقية الصغيرة هي القاعدة التي تنطلق منها أمريكا، بالرغم من الوجود العسكري الفرنسي المكثف فيها. وتعتبر "جيبوتي "دولة مواجهة" في "الحرب على الإرهاب", واستضافت القاعدة الأمريكية العسكرية الوحيدة جنوب الصحراء الكبرى حتى عام 2004. وهي محطة رئيسية للقوات الأمريكية الإقليمية براً وبحراً وجواً.
ولكن الشهية الأمريكية لسفك الدماء لم تشبع، وضرورة إيجاد حالة من الفوضى الخلاقة التي تعمل لصالحها في القرن الأفريقي، وكراهية الاستقرار فيه إلا إذا كان سيحقق الأجندة التي تريدها أمريكا، فأوعزت للقوات الأثيوبية ـ وهي الدولة المسيحية في غالبها ـ والتي تشكل الصومال عدوا تقليديا لها ـ بالتدخل نيابة عنها وفي ذاكرتها الانسحاب المخزي في حقبة التسعينات، والضربات الموجعة التي تتلقاها في أفغانستان، والعراق، وموجات الكراهية المتنامية للتواجد الأمريكي في بعض أقطار العالم الإسلامي.
التعليقات
إرسال تعليقك