جروح نازفة
جروح نازفة
باتت الأمة ممزقة، وتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب، وتناحرت في ما بينها وتنازعت، فصارت الجروح شتى في البلاد، والنزيف يتزايد بين العباد، وهذه بوابة تهتم بملفات المسلمين والبلاد الإسلامية في العالم، التي تنزف الجراح من احتلال المعتدين، أو خلافات المتناحرين، حروب وانقسامات، وتدمير وإرهاب.. كل ذلك في جروح نازفة.
ملخص المقال
كتاب جديد يتحدث عن الإسلام في تايلاند وأوضاع المسلمين الآن في تايلاند يرصد معاناتهم وآلامهم والمجازر التي حدثت وتحدث لهم للكاتب طارق السيوطي
بدأ اهتمامي بالمسلمين فى تايلاند منذ لقائي مع أحد مسلمي تايلاند خلال زيارته للقاهرة عام 2005 وهو السيناتور بوتان دمرونج حيث التقيت به مرتين وتحدثنا أكثر من خمس ساعات حول المسلمين فى تايلاند وأوضاعهم وما يحدث في البلاد..
والحقيقة أن لقائي مع السيناتور دمرونج – والذي جاء بمبادرة من صديقي السفير شارابوات سانتابوت سفير تايلاند بالقاهرة في تلك الفترة - أتاح لي الكثير من المعلومات الأولية بشأن المسلمين في تايلاند ولفت انتباهي إلى هذه المنطقة التي يجهل الكثيرون ما يحدث بها.
ومنذ ذلك الحين بدأت في الاهتمام بتايلاند والمسلمين بها ... وأعترف بأنني وجدت صعوبة بالغة في الحصول على معلومات موثقة حول أوضاع المسلمين في تايلاند نظراً لندرة الكتابات حول هذا الموضوع بالإضافة إلى تجاهل البعض لما يحدث في تلك المنطقة.
وفي سبتمبر عام 2006 حدث انقلاب عسكري في تايلاند قادة الجنرال سونتى بونيار راتجكلن قائد الجيش التايلاندي – وهو مسلم _ وتولى زمام الأمور في البلاد لفترة انتقالية وهو ما أثار حماسي للاهتمام بالمسلمين في تايلاند وأحوالهم وبالفعل زاد بحثي لجمع المعلومات المتعلقة بالمسلمين في تايلاند ... تلك المنطقة المجهولة بالنسبة لنا على الرغم من أن علاقات مصر الدبلوماسية مع مملكة تايلاند بدأت عام 1952 ولكن العلاقات الثقافة والتعليمية يرجع تاريخها إلى أكثر من مائة عام.
بدأت مراحل الإعداد لهذا الكتاب وشرعت في البحث عن تاريخ دخول الإسلام لمملكة سيام – تايلاند حالياً - ووجدت أن الدراسات تشير إلى أن الإسلام دخل إلى تايلاند في القرن الثالث عشر الميلادي وأن الذي حمله هم المهاجرون من الفرس والهنود والعرب الذين حضروا إلى تايلاند بهدف التجارة.
وجاءت زيارتي لتايلاند عام 2007 لتضع العديد من النقاط فوق الحروف وتضع – أيضا – إجابات واضحة للعديد من التساؤلات التي كنت أعددتها حول الأوضاع الاجتماعية للمسلمين وكيف يعيشون وسط مجتمع بوذي – في معظمه – وكيف تتم عمليات الزواج والصوم والاحتفالات الدينية , وما هي حقيقة ما يجرى في ولاية الجنوب – فطاني وجالا وستول ونارايتوث – وهل هناك اضطهاد من قبل حكومة تايلاند للمسلمين.
وهل هناك عقبات أمام إقامة مساجد جديدة أم لا ... وغيرها من التساؤلات التي حاولت أن أجد لها إجابات خلال جولاتي ولقاءاتي مع عشرات المسئولين من المسلمين التايلنديين بداية من شيخ الإسلام في تايلاند وهو أعلى سلطة دينية في البلاد مروراً بقائد الجيش ووزير الداخلية وأئمة المساجد ورؤساء المجالس الإسلامية في عدد من الولايات والقرى في محافظات أيوتيا – العاصمة القديمة لتايلاند – بانكوك وفطاني وستول وجالا والعديد من القرى والمقاطعات ..
حيث وجدت واقعا إسلاميا حقيقيا – بكل معاني الكلمة – مساجد ومسلمين وتعايشاً بين أبناء وطن واحد ... مسلم وبوذي ومسيحي يؤمنون بأن كل دين وثقافة تمثل قوة رئيسية وعاملاً مهماً في الحفاظ على الأمن القومي وتحقيق رفاهية للشعب التايلاندي.
و في هذا الكتاب حاولت –قدر استطاعتي– أن أرصد ملامح مجتمع إسلامي يبعد عنا ألاف الأميال ولكنه يسعى إلى الاقتراب من العالمين العربي والإسلامي بقوة من خلال الانفتاح الكبير عليهما مستفيداً من مناخ الحرية والديمقراطية التي كفلها له الدستور التايلاندي مثل باقي الأديان الموجودة بالبلاد.
التعليقات
إرسال تعليقك