د. راغب السرجاني
المشرف العام على الموقع
طبيب ومفكر إسلامي، وله اهتمام خاص بالتاريخ الإسلامي، رئيس مجلس إدارة مركز الحضارة للدراسات التاريخية بالقاهرة، صاحب فكرة موقع قصة الإسلام والمشرف عليه، صدر له حتى الآن 58 كتابًا في التاريخ والفكر الإسلامي.
ملخص المقال
عندما ننظر إلى تكبيرة الإحرام على أنها دَقَّةُ بَابِ الملِك.. فإن شأننا معها سيكون شأنًا آخر.. من هذا ينطلق الدكتور راغب السرجاني لتكون تكبيرة الإحرام ذات
استدعاء فوري!
قد نادى منادٍ بصوت عالٍ:
مطلوبٌ لمقابلة الملك!
أَرْهَفْتَ السمعَ، وكَتَمْتَ الأنفاس، لِتعرف مَنْ هو الشخص المطلوب، وماذا يُريدون منه..
اقترب صوت المنادي..
واقترب..
مَنِ المطلوب؟
إنه أنت!!
أنا؟!!
وماذا يُريد مني الملك؟
ومَنْ أنا حتى يطلبني الملك؟!
هل يُريد تفضلًا وإنعامًا؟
أم يُريد عقابًا وإيلامًا؟
اقترب المنادي أكثر وأكثر، واختلط صوته بدقَّاته على بابك:
مطلوب لمقابلة الملك.. مطلوب لمقابلة الملك..
لَبِسْتَ بسرعة ثيابك، وخرجت ملهوفًا!
مِن هنا.. مِن هنا.. الطريق مِن هنا..
أسرعتَ الخطا.. ووصلتَ!..
باب فخم موصود، وحرَّاس كُثُر..
ماذا أفعل؟!
قال الحرَّاس المبتسمون: دُقَّ الباب يا مطلوب.. فلو دَقَقْتَه فَتَح لك، ولو فَتَح لك فأنت في حضرته!
قلتَ متعجبًا: هل هكذا ببساطة؟ أدقُّ باب الملك، فيفتح بنفسه لي؟
قالوا: نعم.
قلتَ مبهورًا: وهل ندقُّ بابَه كما ندقُّ أبوابنا؟!
قالوا: لا.. إنَّ دَقَّةَ بابِهِ كلمة!
قلتَ بلهفة: ما هي؟
قالوا: الله أكبر!
فلو قُلْتَهَا فَتَح لك.. ولو فَتَح لك فأنت في حضرته.. وعندها تعرف ماذا يُريد منك.. ولعلَّك أنت -أيضًا- تُريد منه شيئًا.. فالأمر بينك وبينه!..
قلتَ: عجيبٌ!!
تسارعتْ دقاتُ قلبك.. وشعرتَ بقشعريرة تغزو جسدك.. واستعدَّ لسانُك وعقلك لنُطق الكلمة الفاتحة.. ثم استجمعتَ قواك كلها.. وقُلْتَهَا!!
الله أكبر!
حقيقة الأمر -أيها المؤمنون والمؤمنات- أن الصلاة حوار بين العبد وبين مَلِك السموات والأرض.. الله رب العالمين! وهذا يظهر من منطوقها.. الصلاة.. فالصلاة هي صلة بين العبد وبين ربِّه، يعرف فيها العبد ما يُريده الله منه، ويطلب فيها ما يُريده من الله عز وجل..
ولا يتمُّ حوار الصلاة هذا إلَّا بدخولٍ على الله.. ولا يتمُّ هذا الدخول إلَّا بتكبيرة الإحرام.. فهي أول الدخول إذًا.. ومن ثَمَّ فهي ركن من أركان الصلاة، لا تصحُّ الصلاة دونها.. قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ»[1]..
ولكونها على هذه الدرجة من الأهمية -فهي بمثابة «دقَّة باب» المَلِك!- فإنه يجب الاهتمام بها بشكل خاصٍّ.. وقناعتي التامَّة أنه لو أعطيناها قدرها لتضاعف خشوعنا! وكيف لا يخشع مَنْ يُدرك أنه بعد ثوانٍ يكون في حضرة مَلِك السموات والأرض!
ولكي نُحسن اهتمامنا بها أرى أن هناك أمورًا لا بُدَّ أن نُراعيها قبل النطق بها، وعند النطق بها، وبعد النطق بها! ثم بعد ذلك سيبدأ الحوار مع الغفَّار القهَّار بصورة أكثر خشوعًا إن شاء الله!
أولاً: قبل النطق بتكبيرة الإحرام عليك بالأمور التالية:
1- قف في خشوع مطأطأً رأسك، ناظرًا إلى موضع سجودك، مستحضرًا أنك ستُعطَى الفرصة للحوار مع الله ربِّ العالمين!
2- لا تدخل إلى هذه اللحظة الخالدة وأنت تتحدَّث مع الناس، أو تلتفت إليهم؛ ولكن احرص أن تكون صامتًا ساكنًا..
3- أغلِق محمولك تمامًا! وتخيَّل أنك في «عصر ما قبل المحمول»!! وستجد عندها الأمر بسيطًا وميسورًا!
4- تيقَّن من استقبالك للقبلة استقبالًا صحيحًا؛ خاصَّة لو كنت تُصَلِّي صلاة فردية خارج المسجد.
5- تيقَّن كذلك من طهارة ثيابك؛ لئلا تدخلك الوساوس أثناء الصلاة.
6- وتيقَّن -أيضًا- أنك على وضوء! وهذا باب كبير من أبواب الشيطان يدخل به على المُصَلِّين، فيُشَكِّكهم في طهارتهم، فيضيع الخشوع.
7- استحضر نيَّتك بوضوح.. فالنية تسبق تكبيرة الإحرام؛ وهي ركن كذلك، ولا تصحُّ صلاة بغيرها، وغالب الفقهاء على أن النية في القلب، ولا يُتلفَّظ بها[2]، وينبغي في نيتك أن تُفرِّق بين الفريضة والنافلة، وإذا كانت الصلاة فريضة فلتعرف بوضوح إن كانت ظُهْرًا أم عَصْرًا أم غير ذلك.. والواقع أن الشيطان يدخل أحيانًا في الصلاة لبعض المُصَلِّين، فيُلقي في روعهم أنهم أخذوا نية خاطئة، فيذهب الخشوع حين يبدأ المُصَلِّي في تذكُّر نِيَّته التي بدأ بها الصلاة!
8- لا يجوز جمع النيَّات مع نية صلاة الفريضة، اللهمَّ ما ذكره بعض الفقهاء من جواز جمع نية تحية المسجد مع صلاة الفريضة[3]؛ والأمر أيسر في النوافل، حيث أجاز معظم الفقهاء جمع تحية المسجد مع السنة القبليَّة[4].
9- ومع ذلك فيمكنك -مع النية الأساسية التي لا بُدَّ أن تأخذها- أخذ نيات أخرى ترفع من درجة خشوعك؛ وذلك مثل أخذ نية التوبة من الذنوب، وأنك ترجو من هذه الصلاة مغفرة كاملة لخطاياك، ولا مانع أن تستحضر ذنبًا معينًا تشعر أنه كبير، وأنك تخاف من عاقبته، وبالتالي فأنت تُصَلِّي راجيًا من الله أن يمحو لك ذلك الذنب وغيره، وهذا كفيل بزيادة الخشوع لأنك صرت خائفًا، والخوف طريق الخشوع.
10- استحضر حاجات الدنيا والآخرة التي تُريد تحقيقها، واعلم أنك على أعتاب مقابلة مَلِك السموات والأرض؛ الذي بيده خزائن الرحمة، الذي يقول للشيء: كن. فيكون، الذي يمكن أن يُفَرِّج كربك، ويُزيل همك، ويقضي دينك، ويشفي ولدك، ويرفع الظلم عنك، ويجلب الخير لك، ويُسخِّر الخلق لخدمتك.. فلو غلب على قلبك هذا الشعور فإن الخشوع متحقِّق بإذن الله.
11- استحضر نية أن يُلهمك الله الصواب، وأن يُؤتيك الحكمة، وأن يُبَصِّرك بالاختيار السليم في الأمور كلها، أو في أمر معيَّن تتحيَّر فيه؛ فالمرء قد يشعر أنه يسير في طريق مظلم لا يدري فيه أين الحق من الباطل، فتأتي الصلاة الخاشعة فتُنير له الطريق، وهو ما نفهمه من قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: «.. وَالصَّلَاةُ نُورٌ..»[5].
12- استحضر كذلك نية الشكر لما أعطاه الله لك من نِعَم؛ وهي لا تُحصى؛ بل إنك لا بُدَّ أن تستحضر نية الشكر على أن جعلك مسلمًا، ولم يتركك تتردَّى في مهالك الكفر، كما أنه يستحقُّ الشكر لكونه قد يسَّر لك القيام بين يديه في هذه الصلاة، وهي نعمة حُرِم منها الكثير، فكن شاكرًا متواضعًا.. واذكر دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي}[إبراهيم: 40]. فهذا رجاء المقرَّبين والصالحين، وقد استجاب الله لك فيه وأقامك تُناجيه، فله الحمد والشكر.
13- وأخيرًا تذكَّر أن هذه الصلاة هي صلاتك الأخيرة؛ ومن ثَمَّ فينبغي أن تُصَلِّيَ صلاة مودِّع لا يعود للدنيا أبدًا!
ويتضح من هذه النقاط الثلاث عشرة أن المسألة تحتاج إلى وقت وفكر.. فهذه الأمور لن تأخذ أقل من دقيقة أو دقيقتين، أو لعلَّه أكثر، كما أنها تحتاج إلى تركيز وهدوء، وبالتالي لن يُجْدِيَ نفعًا هنا أن نرفع أيدينا بالتكبير بمجرَّد وجودنا في مكان الصلاة؛ بل الأحرى أن نُهَيِّئَ أنفسنا بالأمور السابقة، وعندها ستحمل تكبيرة الإحرام معانيَ أخرى جديدة بالنسبة إلينا، وهذا لا شكَّ سينعكس بشكل مباشر على خشوعنا في الصلاة..
ثانيًا: أمور يجب مراعاتها عند النطق بتكبيرة الإحرام:
1- استحضار الانتقال إلى حضرة الملك!
2- فقه معنى «الله أكبر».. والجملة مركبة من كلمتين: من اسم الجلالة «الله»، وكلمة «أكبر» بصيغة أفعل التفضيل، ومعناها أجل وأعظم؛ فكلمة «الله أكبر» معناها أن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء في هذا الوجود، وأعظم وأجلُّ وأعزُّ وأعلى من كل ما يخطر بالبال.. وإذا كنا قد أدركنا ذلك لغةً فإننا يجب أن نعيشه معنًى! فالله أكبر من شواغلنا وعلائقنا، وهو أكبر من أحبابنا وأرحامنا، وهو أكبر من تجارتنا وأموالنا، وهو أكبر من كل حياتنا؛ ومن ثَمَّ فلا معنى للانشغال عنه بأي شيء من هذه الشواغل.
3- يُلازم تكبيرة الإحرام رفع اليدين كما هو مشهور، وقد يوسوس الشيطان لك أنك رفعت يدك في توقيت غير صحيح؛ وبذلك يُخرجك عن الخشوع، وعلاج ذلك أن تعرف أن العلماء اختلفوا في توقيت الرفع، وقد نقل ابن حجر في الفتح ثلاثة أقوال للعلماء، فقال: (.. فِي رِوَايَةِ شُعَيْب: «يَرْفَعُ يَدَيْهِ حِينَ يُكَبِّرُ». فَهَذَا دَلِيل المُقَارَنَةِ، وَقَدْ وَرَدَ تَقْدِيمُ الرَّفْعِ عَلَى اَلتَّكْبِيرِ وَعَكْسُهُ أَخْرَجَهُمَا مُسْلِمٌ, فَفِي حَدِيثِ الْبَابِ عِنْدَهُ مِنْ رِوَايَةِ ابْن جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ بِلَفْظ: «رَفَعَ يَدَيْهِ ثُمَّ كَبَّرَ». وَفِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ عِنْدَهُ: «كَبَّرَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ»). ثم رجَّح ابنُ حجرٍ بعد ذلك المقارنة؛ أن ترفع يديك وأنت تُكَبِّر[6]؛ لكن في كل الأحوال مهما كان توقيت رفع اليدين فعندك حديث صحيح يُعَضِّد فعلك، فلا تترك للشيطان عليك سبيلًا!
4- قد يُوَسْوِس لك الشيطان في صلاتك أنك لم ترفع يدك بالدرجة الصحيحة أثناء التكبير؛ ومن ثَمَّ يُخرجك عن الخشوع بكثرة التفكير في هذه المسألة؛ لهذا وجب عليك أن تعلم أولًا أن رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام سُنَّة وليست ركنًا، وهذا يعني أن مَنْ كبَّر تكبيرة الإحرام للصلاة ولم يرفع يديه، فإن صلاته صحيحة بالاتفاق، فلا يشرع تكرار رفعهما عند التكبير[7]، وثانيًا أن مستوى رفع اليدين قضية خلافية بين العلماء، وقد نقل ابن عبد البر رحمه الله كلامًا حكيمًا يُريح كل الأطراف، ويُذهب عنك وساوس الشيطان؛ فقال: «اخْتَلَفَتِ الْآثَارُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَنِ الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ فِي كَيْفِيَّةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ؛ فَرُوِيَ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَدًّا فَوْقَ أُذُنَيْهِ مَعَ رَأْسِهِ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ أُذُنَيْهِ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُهُمَا إِلَى صَدْرِهِ، وَكُلُّهَا آثَارٌ مَحْفُوظَةٌ مَشْهُورَةٌ، وَأَثْبَتُ شَيْءٍ فِي ذَلِكَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ هَذَا؛ وَفِيهِ: «الرَّفْعُ حَذْوَ المَنْكِبَينِ». وَعَلَيْهِ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ بِالْأَمْصَارِ وَأَهْلُ الْحَدِيثِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الْإِحْرَامِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَفِي غَيْرِ الْإِحْرَامِ دُونَ ذَلِكَ قَلِيلًا. وَكُلُّ ذَلِكَ وَاسِعٌ حَسَنٌ، وَابْنُ عُمَرَ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ وَهُوَ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِهِ وَمَخْرَجِهِ، وكلُّ ذَلِكَ مَعْمُولٌ عِنْدَ العُلَمَاءِ بِه»[8].
5- تفكَّر العلماء في حكمة رفع اليدين عند التكبير على أقوال كثيرة؛ وحيث إنه ليس هناك دليل مباشر من القرآن أو السُّنَّة على المقصود فالأمر في محلِّ الاجتهاد، وقد أحببتُ أن أنقل هذه المعاني من الفتح لابن حجر رحمه الله؛ لأنها في مجموعها تُساعد على الخشوع في الصلاة؛ ومن ثَمَّ فهي وثيقة الصلة بموضوعنا.. قال ابن حجر: (.. الرَّفْعُ نَفْيُ صِفَة الْكِبْرِيَاءِ عَنْ غَيْرِ اللهِ, وَقَدْ قَالَ فَرِيق مِنَ الْعُلَمَاءِ: الْحِكْمَةُ فِي اقْتِرَانِ رفع اليدين مع التكبير أَنْ يَرَاهُ -أي يرى الإمامَ- الْأَصَمُّ وَيَسْمَعَهُ الْأَعْمَى. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ الْإِشَارَة إِلَى طَرْحِ الدُّنْيَا وَالْإِقْبَالِ بِكُلِّيَّتِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ, وَقِيلَ إِلَى الاسْتِسْلَامِ وَالانْقِيَادِ لِيُنَاسِب فِعْلُهُ قَوْلَهُ: اللهُ أَكْبَرُ. وَقِيلَ إِلَى اسْتِعْظَامِ مَا دَخَلَ فِيهِ, وَقِيلَ إِشَارَة إِلَى تَمَامِ الْقِيَامِ, وَقِيلَ إِلَى رَفْعِ الْحِجَابِ بَيْنَ الْعَبْدِ وَالمَعْبُود, وَقِيلَ لِيَسْتَقْبِل بِجَمِيعِ بَدَنِهِ, قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: هَذَا أَنْسَبُهَا. وَقَالَ الرَّبِيعُ: قُلْتُ لِلشَّافِعِيِّ: مَا مَعْنَى رَفْعِ الْيَدَيْنِ؟ قَالَ: تَعْظِيمُ اللهِ وَاتِّبَاعُ سُنَّةِ نَبِيِّهِ. وَنَقَلَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: رَفْعُ الْيَدَيْنِ مِنْ زِينَةِ الصَّلَاةِ. وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: «بِكُلِّ رَفْعٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ, بِكُلِّ إِصْبَعٍ حَسَنَةٌ»)[9].
6- لا يشترط لصحة التكبير الجهر به؛ بل يرى جمهور العلماء -بخلاف المالكية- أنه لا يستحبُّ الجهر بتكبيرة الإحرام للمصلي إلَّا في حقِّ الإمام، وأما المأموم والمنفرد فالمستحبُّ لهما الإسرار بها، وقد جاء في الموسوعة الفقهية عن الجهر بالتكبير: ذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب الإسرار بالتكبيرات في حقِّ المأموم والمنفرد، ومحلُّ الإسرار في حقِّ المأموم إن لم يكن مبلِّغًا وإلا جهر بقدر الحاجة[10].
ثالثًا: ينبغي فعل الأمور التالية بعد النطق بتكبيرة الإحرام:
اعتاد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستفتح صلاته بدعاء خاشع؛ وذلك بعد تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة، وهو بمثابة تهيئة نفسية رائعة للمُصَلِّي قبل بدء الحوار مع ربِّ العالمين! وقد ورد دعاءان للاستفتاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل واحد منهما يُهَيِّئ للخشوع بطريقة!
1- الدعاء الأول: عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَالَ: «أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالمَاءِ وَالْبَرَدِ»[11].. وهو دعاء يُذكِّر المرء بذنوبه، وحاجته إلى الله ليغفرها له، وهذا أدعى لذلَّته ومسكنته؛ ومن ثَمَّ يأتي الخشوع؛ فهلَّا استشعرتَ أيها المـُصَلِّي بُعْدُ المسافات بينك وبين ذنوبك إذا خشعتَ في صلاتك! وهلَّا استشعرت نظافة قلبك وطهارته من الدنس كلما اقتربتَ من الله في صلاتك! وهلَّا أحسستَ بانسياب الماء فوق رأسك وكامل جسدك يحمل معه خطايا الأيام والسنين! بل هلَّا أحسستَ بلسعة البردِ من غسيلك بالثلج والبَرَد لتنزل هذه البرودة على نيران المعاصي والخطايا فتطفئها برحمة الله ومَنِّه وكرمه! إن شعورًا كهذا كفيل -إن شاء الله- بجلب الخشوع، فما أعظمه من إله! نعصيه فيسترنا، ثم يفتح لنا بابه في الوقت الذي نُريده نحن ليغفر لنا ما ارتكبناه في حقِّه!
2- الدعاء الثاني: عَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ»[12].. وتشعر في هذا الدعاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل في الحضرة الإلهية، وأنه بالفعل في حالة خشوع كامل، واستحضار لهيبة ربِّ العالمين، فقال هذا المديح الذي يُعَظِّم أمر الله في النفس، ويُعلي قدره، وبالتالي يزداد الخشوع ويتنامى.. والدعاء فيه تنزيه لله عن أي نقص، وحمدٌ له على آلائه التي لا تحصى، وتعظيمٌ لأسمائه العلا.. والجَدُّ له معانٍ كثيرة؛ منها -كما في هذا الدعاء- أنه يطلق على العظمة؛ وذلك كما قال تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا}[الجن: 3]، وبذلك يكون معنى (تعالى جدك): ارتفعت عظمتك.
3- إذًا كل دعاء يُحَقِق فائدة؛ فالأول يطلب مغفرة من الله عز وجل، والثاني يُعَظِّم قدر الله سبحانه، وكلا الدعاءين ثابتان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنى هذا أنه كان يقول أحدهما أحيانًا والآخر في أحيان أخرى، وأرى أنه يُفَضَّل لنا أن نُنَوِّع بين الدعاءين في صلواتنا المختلفة، فنُحَقِّقَ السُّنَّة في أكمل صورها، ونُصيب من الفائدتين معًا، كما أن التنويع يمنع الرتابة والإلف، وهذا أدعى للخشوع والتدبُّر.
وضح من العرض السابق أن تكبيرة الإحرام عمل جليل يحتاج إلى إعداد خاصٍّ؛ فهناك ما سنفعله قبل النطق بها، وهناك ما سنفعله أثناء التكبير نفسه، وهناك ما سنفعله بعد ذلك، ومعنى هذا أنها عمل كبير يستلزم وقتًا وجهدًا، كما يستلزم تركيزًا واستعدادًا نفسيًّا، ولن يتأتَّى كل ذلك إلا إذا حضرنا الصلاة مبكرين، وصَلَّيناها هادئين!
وما سبق من كلام يُبَيِّن لنا حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يأتي المسلم إلى الصلاة هادئًا مطمئنًّا دون تسارع الخطى؛ فقد روى أَبُو قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ؟» قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ: «فَلَا تَفْعَلُوا إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا»[13]. لأن هذا الاستعجال سيمنع من استحضار كل المعاني التي ذكرناها؛ بل ينبغي للمـُصَلِّي وهو يتحرَّك في اتجاه المكان الذي سيقف فيه في الصلاة أن يكون حاضر الذهن، متفكِّرًا في كل النقاط التي تناولناها في هذا الفصل؛ ومن ثَمَّ يخشع في صلاته من أولى لحظاتها.
إذا استوعبنا قيمة ذلك فإننا سنفهم حرص الصالحين على إدراك تكبيرة الإحرام في الصلوات الجماعية، وهذا الحرص قد يعتبره البعض مبالغةً وتشددًا! لكن واقع الأمر أن القضية تحتاج إلى حرص شديد، ليس فقط لأجل تحصيل الحسنات الهائلة المتحقِّقة من السبق، ومن الدعاء، ومن الذِّكْرِ؛ ولكن لأن الخشوع في كل الصلاة مرتبط بشكل وثيق بهذا العمل..
وإذا عَلِمْنا هذا فهمنا مباشرة الحديث النبوي الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه وقَالَ فيه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى للهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ»[14].
فالفاسق أو المنافق لا يحرص على هذه الأمور، ولو فعلها أيامًا ليُرَائِيَ الناس فهو لا يستطيع أن يحافظ عليها أربعين يومًا، والرجل الذي يُواظب بلا انقطاع على تكبيرة الإحرام في الجماعة هو رجل مؤمنٌ حريص على الأجر، وكذلك حريص على الخشوع؛ ومن ثَمَّ استحقَّ هذا الأجر الجزيل.
ولهذا وردت آثار كثيرة كلُّها توضِّح اهتمام الصالحين بالمحافظة على تكبيرة الإحرام في صلاة الجماعة..
قال مجاهد رحمه الله: سمعتُ رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -لا أعلمه إلَّا ممَّنْ شهد بدرًا- قال لابنه: أدركتَ الصلاة معنا؟ قال: نعم. قال: أدركتَ التكبيرة الأولى؟ قال: لا. قال: لَمَا فاتك منها خير من مائة ناقة كلها سود العين[15]. وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة[16]. وقال وكيع: كان الأعمش قريبًا من سبعين سنة، لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفتُ إليه قريبًا من سنتين، فما رأيته يقضي ركعة[17]. وعن إبراهيم رحمه الله قال: إذا رأيتَ الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه[18][19]. وقال يحيى بن معين رحمه الله: سمعت وكيعًا يقول: مَنْ لم يُدرك التكبيرة الأولى فلا ترجُ خيره[20]. وقال محمد بن سماعة القاضي التميمي الكوفي رحمه الله: مكثتُ أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يومًا واحدًا ماتت فيه أمي[21].
إن ما ذكرناه في الفقرة السابقة ليس أمرًا مستغربًا بالقياس إلى ما عرفناه من أجرٍ في إدراك تكبيرة الإحرام؛ بل إنني أزعم أن الاستغراب فعلًا ينبغي أن يكون من أولئك الذين يُدركون كلَّ هذه القيمة لتكبيرة الإحرام ثم هم بمشقَّة يُدركون الجماعة، أو يتركون الجماعة كليةً ويُصَلُّون منفردين في بيوتهم!
ومرَّة أخرى..
عندما ننظر إلى تكبيرة الإحرام على أنها «دَقَّةُ بَابِ الملِك»..
فإن شأننا معها سيكون شأنًا آخر!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أبو داود: كتاب الطهارة، باب فرض الوضوء (61) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والترمذي (3)، وابن ماجه (275)، وأحمد (1006)، وقال شعيب الأرناءوط: صحيح لغيره وإسناده حسن. وحسنه ابن حجر، انظر: ابن حجر: نتائج الأفكار 2/230، 231، وصححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود 1/102 (55).
[2] قال الزحيلي: النية محلها القلب؛ إذ هي عبارة عن القصد، ومحل القصد القلب، فمتى اعتقد بقلبه أجزأه، وإن لم يتلفظ بلسانه، أما إن لم تخطر النية بقلبه، فلم يُجزئه الفعل الحاصل، والأولى عند المالكية ترك التلفُّظ بالنية، ويُسَنُّ عند الشافعية والحنابلة التلفظ بها، إلا أنَّ المذهب عند الحنابلة أنه يستحب التلفظ بها سرًّا، ويكره الجهر بها وتكرارها، والحنفية قالوا: إن التلفظ بالنية بدعة، ويستحسن لدفع الوسوسة. انظر: الزحيلي: الفقه الإسلامي وأدلته 1/380، وانظر آراء الفقهاء في النية: الزحيلي: الفقه الإسلامي وأدلته 1/774-780، وانظر: الجزيري: الفقه على المذاهب الأربعة 1/192-195، والموسوعة الفقهية الكويتية 42/59 وما بعدها.
[3] في الموسوعة الفقهية الكويتية «التشريك في النية»: أن ينوي مع العبادة المفروضة عبادة أخرى مندوبة، وفيه صور: منها ما لا يقتضي البطلان ويحصلان معًا، ومنها ما يحصل الفرض فقط، ومنها ما يحصل النفل فقط، ومنها ما يقتضي البطلان في الكل. فمن الأول: أحرم بصلاة ونوى بها الفرض والتحية، صحت، وحصلا معًا، وكذا لو نوى بسلامه الخروج من الصلاة والسلام على الحاضرين، أو نوى حج الفرض وقرنه بعمرة تطوعًا أو عكسه، ونحو ذلك. ومن الثاني: نوى بحجه الفرض والتطوع وقع فرضًا؛ لأنه لو نوى التطوع انصرف إلى الفرض. ومن الثالث: أخرج خمسة دراهم ونوى بها الزكاة وصدقة التطوع، لم تقع زكاة ووقعت صدقة تطوع. ومن الرابع: كبر المسبوق والإمام راكع تكبيرة واحدة ونوى بها التحرم والهوي إلى الركوع... لم تنعقد الصلاة أصلًا للتشريك؛ لأن تكبيرة الإحرام ركن لصلاة الفرض والنفل معًا، ولم يتخصص هذا التكبير للإحرام بأيهما، فلم تنعقد فرضًا وكذا نفلًا؛ إذ لا فرق بينهما في اعتبار تكبيرة الإحرام، وفي وجه: تنعقد الصلاة نفلًا كمسألة الزكاة السابقة؛ لأن الدراهم لم تجزئ عن الزكاة فبقيت تبرعًا، وهذا معنى صدقة التطوع. الموسوعة الفقهية الكويتية 42/92.
[4] ذكر الزحيلي في «الجمع بين عبادتين بنية واحدة»: قال الحنفية... وأما إذا نوى نافلتين، كما إذا نوى بركعتي الفجر التحية والسنة أجزأت عنهما. وذكر السيوطي: لو نوى مع النفل نفلًا آخر فلا يحصلان، لكن لو نوى صوم يوم عرفة والاثنين مثلًا، فيصح. أما لو نوى سُنَّتين: فإن لم تدخل إحداهما في الأخرى كسنة الضحى وقضاء سنة الفجر، فلا تنعقدان عند التشريك بينهما. وأما إن دخلت إحداهما في الأخرى كتحية المسجد وسنة الظهر مثلًا، فتنعقدان؛ لأن التحية تحصل ضمنًا. الزحيلي: الفقه الإسلامي وأدلته 1/186، 187.
[5] مسلم: كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، (223) عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، والنسائي (2217)، وابن ماجه (280)، وأحمد (22959).
[6] ابن حجر: فتح الباري 2/218.
[7] انظر: إسلام ويب، الفتوى رقم (146719) على الرابط التالي: www.islamweb.net.
[8] ابن عبد البر: الاستذكار 1/412، والتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد 9/229.
[9] ابن حجر: فتح الباري 2/218، وفيه ما نُقل عن ابن عمر ب ذكره ابن عبد البر في التمهيد قال: قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْأَثْرَمُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيَاضُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْفِهْرِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: لِكُلِّ شَيْءٍ زِينَةٌ وَزِينَةُ الصَّلَاةِ التَّكْبِيرُ وَرَفْعُ الْأَيْدِي فِيهَا. وعياض لم يسمع من ابن عمر ب، أمَّا ما نُقل عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، فعن أَبِي الْمُصْعَبِ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ الْمَعَافِرِيِّ حَدَّثَ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ، يَقُولُ: «إِنَّهُ يُكْتَبُ فِي كُلِّ إِشَارَةٍ يُشِيرُهَا الرَّجُلُ بِيَدِهِ فِي الصَّلَاةِ بِكُلِّ أُصْبُعٍ حَسَنَةٌ أَوْ دَرَجَةٌ». الطبراني: المعجم الكبير (14507)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن. انظر: مجمع الزوائد 2/103، وقال الزرقاني: «وَهَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عُقْبَةَ... مَوْقُوفٌ لَفْظًا مَرْفُوعٌ حُكْمًا، إِذْ لَا دَخْلَ لِلرَّأْيِ فِيهِ». انظر: شرح الزرقاني على الموطأ 1/294.
[10] الموسوعة الفقهية الكويتية 16/180، وانظر: الجزيري: الفقه على المذاهب الأربعة 1/201- 205، 228، والزحيلي: الفقه الإسلامي وأدلته 2/815.
[11] البخاري: كتاب صفة الصلاة، باب ما يقول بعد التكبير، (711)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، (598).
[12] أبو داود: أبواب تفريع استفتاح الصلاة، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك (776)، والترمذي (243)، وابن ماجه (806)، والحاكم (859)، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، وصححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود 3/363.
[13] البخاري: كتاب الأذان، باب قول الرجل: فاتتنا الصلاة، (609)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب إتيان الصلاة بوقار وسكينة والنهي عن إتيانها سعيًا، (603).
[14] الترمذي: أبواب الصلاة، فضل التكبيرة الأولى (241)، وحسنه الألباني، انظر: السلسلة الصحيحة (1979)، هذا الحديث يُروى موقوفًا على أنس بن مالك رضي الله عنه، ومرفوعًا إلى النبي ﷺ، وقد رجَّح الترمذي والدارقطني وقفه، واختار الألباني تحسينه مرفوعًا. وسواء صحَّ مرفوعًا أو موقوفًا فله حكم الرفع؛ لأن مثل هذا الحكم لا يقوله أنس رضي الله عنه اجتهادًا من عند نفسه، فالواضح أنه علم ذلك من النبي ﷺ.
[15] مصنف عبد الرزاق (2021).
[16] أبو نعيم الأصبهاني: حلية الأولياء 2/163.
[17] مسند ابن الجعد (755).
[18] يعني: لا خير فيه.
[19] أبو نعيم الأصبهاني: حلية الأولياء 4/215.
[20] البيهقي: شعب الإيمان (2652).
[21] تاريخ بغداد، 5/341، وتهذيب الكمال، 25/319، وسير أعلام النبلاء، 646، وتاريخ الإسلام للذهبي، 17/325.
هذا المقال من كتاب كيف تخشع في صلاتك للدكتور راغب السرجاني
يمكنك شراء الكتاب من خلال صفحة دار أقلام أو الاتصال برقم 01116500111
التعليقات
إرسال تعليقك