ملخص المقال
في فيلم وثائقي مصري تصف سفيرة ودبلوماسية أمريكية سفارة بلادها بالقاهرة بأنها " قلعة أمريكية"![فيلم مصري يهاجم السفارة الأمريكية](http://books.islamstory.com/images/content/tumblr_ncd9geChfn1rm3fh1o1_1280.jpg)
أبو ظبي ـ الوكالات: شهد مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي مساء أول من أمس 10 أكتوبر 2009العرض الأول لفيلم تهاني راشد "جيران" للمخرجة المصرية تهاني راشد التي كانت مقيمة في كندا وعادت مؤخرا إلى مصر ، ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، والفيلم تصف فيه سفيرة ودبلوماسية أمريكية سفارة بلادها بالقاهرة بأنها " قلعة أمريكية" في حين ينبّه الكاتب الراحل محمود أمين العالم مخرجة الفيلم ـ تهاني راشد ـ الى أن النظر للسفارة من نافذة بيته قد يصيبها بالرصاص بعد أن تضرر سكان الحي من الإجراءات الأمنية التي يرونها مبالغا فيها حتى أنها جعلت العصافير تكف عن التغريد. وتسجل تهاني راشد المقيمة في أمريكا في فيلم (جيران) الوثائقي كيف كان حي جاردن سيتي هو الأرقى في مصر قبل ثورة 23 يوليو تموز 1952 التي أنهت النظام الملكي والاحتلال البريطاني للبلاد. وكان سكان الحي من الاجانب والمتمصرين وصفوة الطبقة العليا من المصريين وكانوا يجنبون أبناءهم الاقتراب من شارع قصر العيني وهو الحد الغربي للحي حتى لا يختلطوا بالشعب الذي كانوا يرونه "من النافذة أو من السيارة" على حد قول بعضهم في الفيلم. ويضم الحي سفارات بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وغيرها. ومنذ سنوات زادت أعداد قوات الشرطة وعناصر أمن الدولة في الشوارع المؤدية للسفارة الأمريكية كما وضعت حواجز حديدية دفعت البعض لتشبيه الحي( بقطاع غزة) حتى ان الروائي المصري صنع الله إبراهيم رفض جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي عام 2003 أمام نحو 200 من الكتاب العرب والأجانب في دار الأوبرا بحضور وزير الثقافة فاروق حسني احتجاجا على ما اعتبره ترديا لأحوال البلاد ومنها أن السفير الأمريكي "يحتل الحي بأكمله" في إشارة الى جاردن سيتي. ويسجل الفيلم استياء أهالي الحي من الإجراءات الأمنية التي يقولون انها أدت الى ركود في المحال الواقعة في المكان حتى ان بعضهم ماتوا كمدا بعد تراكم الديون.. "(هذه) الحواجز كثيرة. شيئ مرعب" في إشارة الى الحواجز الحديدية والأسمنتية المنتشرة في المنطقة. ويضيف أحدهم السكان ساخرا "كنا نسمع صوت العصافير (فوق الشجر الذي تتميز به المنطقة). منعوها (من التغريد)." ويقول آخر ان السفارة "مزعجة" وأنهم أرسلوا شكاوى الى السفارة والى وزارتي الخارجية والداخلية المصريتين دون فائدة. ويسجل الفيلم جانبا من احتفال في السفارة دعا اليه السفير الامريكي السابق فرنسيس ريتشاردوني بعض الجيران قائلا انه يريد التعرف عليهم مضيفا أنه يخطط لمشروع لتجميل الشوارع ولكن مواطنا سخر من هذا الكلام قائلا ان التجميل الذي فعله السفير هو أنه وضع عددا من الشجيرات بجوار الحواجز الحديدية. ومن "جيران" السفير الذين كانوا ضيوف الحفل هشام طلعت مصطفى رجل الاعمال المصري الذي حكم عليه قبل أشهر بالاعدام وقال في الفيلم انه مستعد للاستثمار في مشروع التجميل. ويسخر الكاتب علاء الاسواني من هذا الحضور الأمني الكثيف الذي لا يوجد الا "في البلاد المحتلة" مضيفا أن السفراء لم يطلبوا هذه الإجراءات ولكن وزارة الداخلية مسئولة عن ذلك. أما محمود أمين العالم فأشار الى السفارة من نافذة بيته قائلا للمخرجة انه يمكنها أن تراها وعليها ألا تطيل النظر حتى لا يصيبها الرصاص. ويأتي فيلم الجيران التسجيلي كنموذج للأفلام التي تسجل معاناة المصري في بلده فتقول المخرجة المصرية ، "هناك مسؤولون في وسائل الإعلام يخافون أن نفكر بأنفسنا، أو أن نعبر عن آرائنا، ونحدد بأنفسنا ما يناسبنا، وما لا يناسبنا، ويسعون إلى أن نظل نردد الأفكار التي تعلمناها منذ سنوات طفولتنا، من دون أن نتجرأ في يوم لنقول للمدرس الذي لقننا ما تعلمناه أنه أخطأ في بعض الأمور". وأشارت إلى أن أمثال هؤلاء المسؤولين يرفضون دائماً تقديم الأعمال التي تدعو الناس للتفكير، ويصرون على تقديم أفلام تسجيلية تقليدية، أسهمت هي وصنّاعها في توسيع الفجوة بين المشاهد العربي والفيلم التسجيلي، معتبرة الأفلام التسجيلية الجيدة لا تكتب، بل تأتي هدايا من الله، عبر حكايات ومصادفات غير متوقعة في الحياة اليومية. وشهد مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي مساء أول من أمس العرض الأول لفيلم تهاني راشد "جيران"، ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، وقالت : " أن تعدد القنوات الفضائية ساعد في كسر القيود والحصار الذي كانت تفرضه القنوات الرسمية على أعمال جيدة عديدة، ومنها أفلام تسجيلية غير تقليدية عديدة، ولكن هذه القنوات أيضا فتحت أمام المشاهد (صندوق طماطم) جديداً، وأصبح كل ما يتم تقديمه من أعمال ومواد يمر سريعاً من دون أن يتوقف أمام شيء مهما بلغت أهميته. وأضافت إن "أغلب هذه القنوات لا يعرض الأفلام التسجيلية ضمن برنامج معين لديها، وليس مادة مستقلة بذاتها، بحيث يتحول الفيلم كخلفية للبرنامج الذي يستضيف شخصيات فنية أو عامة تتحدث عن الموضوع نفسه أو الشخصية نفسها. وخلال أحاديثهم، تعرض لقطات من الفيلم تطول أو تقصر، وفقاً لرؤية مخرج البرنامج والقناة، ولذلك، أرفض كل العروض التي تلقيتها من هذه القنوات لعرض أفلامي في هذا الإطار".
التعليقات
إرسال تعليقك