شهادات
العظماء والمنصفين
الإسلام دين حق، براهينه ساطعة، ودلائله واضحة، وجذوره ثابتة، يؤمن المسلمون بعظمته، ويشهد له العدو والحبيب، وشهادات المسلمين تعتبر مجروحة عند الذين لا يعرفون ديننا، أو حضارتنا، أو رسولنا، وهذه بوابة ترصد شهادات المنصفين من أعلام الغرب والشرق قديمًا وحديثًا من ديانات وملل مختلفة في إنصاف الإسلام وفي القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم وحضارة المسلمين، خاصة المشهورين المرموقين عند بني جلدتهم، الموثوق فيهم علميًا.
ملخص المقال
الكاتب ﭼون ﭼوليوس نورويش هو مؤرِّخ بريطاني له عددٌ كبيرٌ من المؤلَّفات.
ﭼون ﭼوليوس نورويش (John Julius Norwich)
الكاتب ﭼون ﭼوليوس نورويش، هو مؤرِّخ بريطانى له عدَّة مؤلَّفات تاريخيَّة مهمَّة عن جمهوريَّة فينسيا (البندقيَّة)، والإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، أعدَّ أكثر من ثلاثين فيلمًا وثائقيًّا لمحطة بي.بي.سي الإخباريَّة، وله عددٌ كبيرٌ من المؤلَّفات.
(الأبيض المتوسط: تاريخ بحر ليس كمثله بحر= The Middle Sea: A History of the Mediterranean)
- عباد الله:
«إنَّ التاريخ يُقدِّم لنا نظائر قليلة لمثل قصَّة الغزو أو التأسيس الكبيرة هذه؛ إذ في أقلَّ من مائة عامٍ كانت هناك إمبراطوريَّةٌ تمتدُّ من الهملايا إلى البرانس. بالنسبة إلى هذه الظاهرة، فإنَّ التفسير المعتاد هو أنَّ العرب كانت تحملهم موجة حماسةٍ دينيَّةٍ عارمة؛ ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الحماسة لم يكن يشوبها أيُّ اندفاعاتٍ تبشيريَّة؛ لم يكن القادة المسلمون يعتبرون أنفسهم قط مختارين لغزو العالم باسم الإسلام. القرآن أحلَّ القتال دفاعًا عن النفس ولكنَّه لم يُقرُّه كهدفٍ في حدِّ ذاته، أضف إلى ذلك أنَّه نصَّ بوضوحٍ على أن (لا إكراه في الدين)؛ فاليهود والمسيحيُّون كذلك (أهل كتاب).
ما جاء به الدين الجديد كان –قبل كلِّ شئ- الشعور بالأخوَّة والوحدة. في السابق، كانت القبائل العربيَّة المختلفة في حالة قتالٍ مع بعضهم البعض، الآن كلُّهم (عباد الله)، وهذا بدوره جمع بينهم برباطٍ قويٍّ من الثقة بالنفس. كانوا مقتنعين تمامًا بأنَّ الله معهم، حتى لو كانت مشيئته أن يموتوا في القتال، فسوف يلقون جزاءهم الفوري في الجنَّة، وهي جنَّةٌ حسِّيَّة، متعها الموعودة -لا بُدَّ من أن نعترف- أكثر إغراءً من نظيرتها في المسيحيَّة. ومن ناحيةٍ أخرى، كانوا مستعدِّين لأن يعيشوا في هذه الحياة الدنيا معيشة زهدٍ وتقشُّفٍ لم يعهدوها من قبل، مع طاعةٍ تامَّةٍ تتجلَّى في الصلاة والصيام واجتناب الخمر»[1].
- من الظلام إلى النور:
«من الناحية الثقافيَّة، ليس هناك أدنى شَكٍّ في أنَّ إسبانيا قد أُثْرِيَت بشكلٍ كبير. لقد نجح الاحتكاك الوثيق بالإسلام في توسيع العقل الإسباني، كما أنَّه اجتذب مثقَّفين أوروبِّيِّين إلى إسبانيا؛ ولم يكن (جربرت الأوريلاكي) Gerbert of Aurillac –الذي سيُصبح البابا سيلفستر الثاني Sylvester II– مثقف العصور الوسطى الوحيد الذي جذبه ظمأ المعرفة عبر البرانس، تلك المعرفة التي ما كان ليُحصِّلها في أيِّ مكانٍ آخر في القارَّة. كانت الرياضيَّات والطب والجغرافيا والفلك والعلوم الطبيعيَّة ما زالت محلَّ ارتيابٍ في العالم المسيحي، أمَّا في العالم الإسلامي فكانت متطوِّرةً بدجةٍ لا مثيل لها منذ الإغريق. أيُّ دارسٍ أو عالمٍ جادٍّ في أيٍّ من هذه المعارف كان لا بُدَّ من أن يشعر بجاذبيَّة الأندلس، وبمجرَّد أن يكون هناك كان يُلْزِم نفسه بدراسة اللغة العربيَّة؛ حيث إنَّ ترجمة الأعمال العلميَّة الأساسيَّة كانت قليلةً وغير دقيقة»[2].
[1] ﭼون ﭼوليوس نورويش: الأبيض المتوسط: تاريخ بحر ليس كمثله بحر، ص102، 103.
[2] السابق، ص113.
التعليقات
إرسال تعليقك